عن كاميرا المراقبة.. ماذا لو كان شـ..ـهيد القدس غير مسلح؟ 

عن كاميرا المراقبة.. ماذا لو كان شـ..ـهيد القدس غير مسلح؟ 
القدس المحتلة - القسطل: القدس المحتلة هي الأولى عالميا في من حيث عدد كاميرات المراقبة المثبتة في شوارعها بعد العاصمة البريطانية لندن، فالأخيرة يظهر فيها الشخص خلال مروره بشوارعها 300 مرة في اليوم الواحد، وقد يكون هذا الرقم متواضعا بالنسبة للقدس إذا ما أحصيت لقطات الكاميرات السرية التي وضعها الاحتلال في كل زاوية وشارع.  لكن هذه الكاميرات، التي تعدّ إحدى وظائفها التوثيق، تختفي عندما يتعلق الأمر بجريمة إعدام ينفذها جنود الاحتلال بحق فلسطينيين في القدس، وهو ما حدث مع الشهيد إياد الحلاق، الذي قتلته قوات الاحتلال في 30 مايو/أيار الماضي دون أي يشكل عليها أي تهديد بالمفهوم الأمني.  أين اختفت كاميرات المراقبة عند إعدام الشهيد الحلاق؟ كان هذا السؤال الأبرز في سياق القضية التي أخذت بعدا عالميا، خاصة وأن الشهيد من ذوي الإعاقة، لكن رنا الحلاق، والدة الشهيد إياد تعرف الإجابة جيدا، لأن الفلسطيني في المدينة المقدسة يدرك تعريفه لنفسه في الفضاء المقدسي المتناقض بشكل متطرف: "الشرطة تحاول إخفاء أشرطة الفيديو.. لو كان فلسطينيا أطلق النار على يهودي، لتم بث الفيديو في جميع أنحاء العالم، ولكن في حالة ابني، لم يفعلوا أي شيء". في قضية الحلاق، زعم قسم التحقيقات الشرطية التابع لما يسمى بوزارة العدل بأن كاميرات المراقبة لم توثق إعدام الحلاق، وأنها كانت معطلة. لكن مصادر صحفية سربت معلومات مؤكدة تفيد بأن 8 كاميرات مثبتة في مسار المطاردة والجريمة تمكنت من توثيق كل ما جرى مع الشهيد الحلاق.  مساء اليوم، استشهد فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال عند باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وخلال أقل من ساعة، كانت شرطة الاحتلال قد نشرت فيديوهات لعملية إطلاق النار التي نفذها الشاب، في محاولة منها لتبرير عملية إعدامه، وهو ما أثار تساؤلا مهما: ماذا لو كان الشهيد غير مسلح، كما في حالة الحلاق، هل كانت ستفرج شرطة الاحتلال عن المشاهد التي التقطتها الكاميرات بهذه السهولة والسرعة؟. كاميرات المراقبة بالنسبة للاحتلال هي جزء من أدوات الرواية والدعاية، وهو يفقدها بشكل مستمر وظيفتها العملية والعلمية، بالإضافة إلى أنه يتعامل معها كمورد مهم للمعلومات والتفاصيل اليومية، وهي موجهة لمراقبة سلوك الفلسطينيين وحياتهم وتحركاتهم.  وفي القدس، تؤدي كاميرات المراقبة دورا مضاعفا في إطار السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة ولو إلكترونيا، وقد تضاعف عددها في المدينة منذ "هبة القدس" عام 2015. وفي عام 2018 أعلنت بلدية الاحتلال عن البدء بمشروع "عين القدس" الذي يشمل تثبيت 500 كاميرا جديدة تضاف لمئات مثبتة أصلا. ورغم أن الهدف المعلن لهذه المشاريع تحويل القدس إلى "مدينة بلا عنف" إلا أن قضية الحلاق كشفت أن هذه الكاميرات أداة تستر على الجريمة والعنف.      
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: